~هكذا نبني مجتمع راقي~
-
نحن كبشر لسنا قادرين على تغيير كل ما يجري حولنا بلمسة سحرية، لكننا نستطيع صُنع مجتمع راقي حقيقي ليس لنا فحسب، بل لأجيال قادمة سنورثها ما جنيناه في حياتنا. تلك الأسرار تكمن في الآتي :
مراعاة الفارق الزمني بين الأجيال
لكل زمان جيله الحالم الذي يسعى ويواكب تطور عصره، فجميعنا نعيش مع أقرب الناس إلينا ” والدينا ” اللذان ولدا في زمن ماضي مختلف كلياً عن زماننا الحاضر.سأضرب مثالاً ظريفاً من واقعنا لابد وأن تعرضتم له جميعاً. فلنفترض أنك شاب جامعي متواضع ” لا تعمل ” تذهب لجامعتك صباحاً وتقضي ليلك برفقة أصدقائك في التسلية فقط. حين تعود للمنزل تراه جالساً على أريكة وسط المنزل والدك يستقبلك بكلماته الحانقة والغاضبة بسبب ما آل إليه حالك ويذكر لك جملته الشهيرة:
حين كنت في مثل عمرك كنت أعمل في كذا وكذا بعد دوام الجامعة وأقضي الليل في الدراسة وبهذا استطعت تكوين أسرة وجئت بك للعالم كي توصلني لهذه الحالة، انظر لحالك فأنت عاطل عن العمل ولم تكتفي بذلك، بل تهمل دراستك وليس لديك ما تفعله في حياتك سوى تضييع وقتك برفقة أصدقائك الذين سيتسببوا في فشلك
بالطبع لا أُنكر أن كلام الوالد صحيح لكن لابد من إدراك تفاوت الفارق الزمني حين كان الوالد ابن العشرين من عمره -في عمر ابنه الآن-، فالماضي كله ليس بالصحيح ولا بالأجمل، فنحن خُلقنا في عصر متقدم نوعاً ما ووجدنا كل شئ متاح دون كد وتعب. لا أعلم إن كان ذلك المثل ينطبق على الجميع، لكن الأغلبية كذلك.
انتبه للمستقبل قبل أن تأسر نفسك في سجن الزمن الماضي
إحذر الإفراط من تداول الأوضاع السياسية كنمط حياة
إن أكثر ما قد يضر بمجتمعٍ ما هو تداول السياسة بين أفراده بإفراط، فلسنا جميعاً معنيون بالسياسة ولا نعلم يقيناً الحبكة والحنكة السياسية التي تؤهلنا للخوض فيها.على سبيل المثال في مصر حين تداول الجميع السياسة رأينا نماذج ” بلهاء ” من أشخاص في المجتمعات الصغيرة دون تسمية أحد تتحدث في تقرير مصير أشخاص بالخير أو بالشر. حتى مرتادي المقاهي الشعبية أصبحوا يتداولوا السياسة وكأنهم عاشوا حياتهم لها وتعمقوا في دراستها دون استغلالها في شئ مفيد، مجرد ثرثرة ” تافهة “.
سأضرب مثل قد يغير نظرتك للسياسة ربما لوجه آخر مشرق. لربما لا يعرفه الكثيرون، لكنه شاب يدعى “آلان تورينج” عالم رياضيات إنجليزي عاش فترة الحرب العالمية الأولى، حين كان الألمان يستخدمون آلة تواصل بدائية فيما بينهم عن طريق الشفرة تدعى ” إنيجما “، سُرقت واحدة من تلك الآلآت في بريطانيا وكان عدداً من الموظفين يعملون في قراءة تلك الشفرات ويوحولونها لجمل عادية.
من تلك الفكرة قرر العالم “تورينج” تصميم آلة تقرأ الشفرات تلقائياً مكونة جُمل دون الحاجة لموظفين. بهذا اكتشف ” تورينج ” تلك الألة الذي أطلق عليها اسم ” كريستوفر” أو ” الكمبيوتر ” في عصرنا الحاضر. وبالرغم من أخلاقه ” السيئة ” فقد كان مثلياً” لكنه استغل ترهات السياسة في اكتشاف أعظم شئ في التاريخ الذي ظل لأكثر من 100 عام، ولم يكترث الناس لأخلاقه أو توجهاته بقدر إكتراثهم لاختراعه !.حسناً، لا داعي للقلق، فالسياسة لن تنتهي ولن يفوتك شئ.
كن طموحاً
إن أكثر مايميز الإنسان عن باقي الكائنات هو عقله، فحين يتوقف عن التفكير يصبح كائناً عديم الجدوى، مهمته الأساسية في الحياة هي الأخذ وليس العطاء. الأهداف والطموح هما اللمسة السحرية والبصمة الخاصة في شخصية أحدهم مهما كانت بريئة وصغيرة. لا يُطلب منك أن تطمح في أن تصبح عالماً نووياً أو ساحراً يقود كل شئ نحو التميز أو ذلك القائد الذي لايُهزم داخل المعركة، لكن ببساطة عِش خارج نطاق ” الروتين الممل “.
حسناً، في حياتي الشخصية أعاني كثيراً من نماذج لأشخاص اقتصرت حياتهم على نيل شهادة جامعية والبحث عن عمل مناسب وبهذا يكون هدفهم في الحياة قد تحقق متناسيين أن ذلك هو الأساس. لذا أرجوكم، لا تتجاهوا إعادة النظر لمؤهلاتكم ” الطبيعية ” التي وُلدت معكم.أترك البيئة التي ولدت فيها كي تصبح مبدعاً
احذر ” التكنولوجيا ” واختفاء لغة التواصل بين الأفراد
لا أدري هي إنجاز من إنجازات العصر الحديث أم آفة أخرى من آفاته المتلاحقة، التكنولوجيا حتماً لم يكن يقصد بها ما آلت إليه أوضاعنا الآن خصوصاً بعد تطور الأجهزة الذكية التي أصبحت في متناول الجميع ابتداءاً من سن السادسة عشرة أو أقل !.في الشوارع، البيوت، الجامعات، الأسواق وحتى سائقي السيارات! جميعهم محدقون في ذلك اللوح المضئ الذي يعمل بأسهل طريقة متاحة إلى الآن هي ” اللمس “. لم تعد هناك لغة تواصل حقيقية بين الأفراد سوى عن طريق المحادثات، حتى أفراد الأسرة الواحدة جميعهم مشتتون في غرف المنزل يتحادثون عن طريق برامج الشات المتعددة على تلك الأجهزة اللوحية.
حين تحدث رئيس شركة جوجل ” إيريك شميت ” في تصريح عن أن الإنترنت سيختفي من العالم قريباً، لم يكن يقصد الاختفاء بالمعنى الحرفي أي انعدامه، بل كان يقصد أنه سيصبح أكثر أهمية من أي شئ في حياتنا لدرجة أننا لن نلاحظ وجوده. أقف هنا لأقول لكم حسناً. لقد تحكمت فينا الآلات قبل أن نتحكم فيها!.
لازلت أذكر لحظة الفرح التي غمرتني حين أتممت إنشاء أول بريد إلكتروني على ياهو وبدأت أتواصل مع رفاقي منذ حوالي عدة سنوات فقط. اليوم أتمنى حقاً أن
تعود تلك اللحظة مجدداً حين أتم إنجاز شئ جديد في عالم الإنترنت، لكن العملية أصبحت روتينية عادية تخلو من أي تجديد، وهذا ما قصده ” شميت “.خد قسطاً من الراحة لو يوماً واحداً بعيداً عن تلك الآلات وتعرف على أفراد أسرتك
احرص على العمل التطوعي
من أكثر الأشياء التي أقدسها في حياتي الشخصية هو التطوع. التطوع في كافة المجالات وذلك ليس مقتصراً على الجمعيات الخيرية أو التنموية فحسب، بل هو مد يد المساعدة لأي محتاج حتى حين تمسك بيد شيخاً كبيراً يحاول أن يستقل حافلة فذلك تطوع .لعمل التطوعي عمل دون مقابل، بذل مجهود ووقت وتفكير ولا تنتظر شيئاً من ذلك سوى الرضا عن نفسك. فحين تنخرط في مجالات التطوع ستدرك حقيقة أنك أصبحت إنسان ذو قيمة لنفسك، يُرزع داخلك الإحسان، الصدق، الأمانة والأخلاق الحميدة كافة، ستتعلم لتعلم غيرك. بالإضافة لذلك أنه سيملأ وقت فراغك الذي لربما كنت ستقضيه في تفاهات غير مجزية.
في العمل التطوعي ثقة في نفسك وفي غيرك، ستتعلم لغة التواصل والتعاون مع الآخرين لإنجاز شئ ما. بالتالي هذا ما سيعود عليك بالفائدة في عملك الخاص خارج نطاق التطوع. ستخرج من أنانيتك لتستمع لآراء الآخرين وتعمل بها مقتنع اقتناعاً تاماً بما تفعله.
-
@SiiR-YousseviČ
تسلم اخي يوسف -
السلام عليكم . الحياة تزداد تعقيدا وازدحاما وحتى تكون خطانا ثابتةة نحتاج إلى مزيد من المعرفة و بناء مجتمع راقي كما قلت في موضوعك
موضوع جميل . واصل -
-
NICE TOPIC AND COMPLETE MY FRIEND
-
-
@حمودى-الرومانسي
تكلم اللغة العربية فقط -
تمام من عيونى حبيبي
-
@حمودى-الرومانسي
شكرااااااا -
عفواااا صديقى