|● روايـۂ بائعة الكبريت ●|
-
مـقدمۂ
:
# بسم الله الرحمن الرحيم ' الحمد لله رب العالمين' العلي القدير باسط الأرض ورافع السمواٺ الذى أيد أنبياءه بالمعجزاٺ الباهراٺ. ' والصلاة والسلام' على المبعوث رحمة للعالمين خاٺم الأنبياء والمرسلين. سيدنا محمد ۋعلى آله وصحابٺه أجمعين #السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوٺي وأخواٺي' أعضاء ومشرفي منتدانـا ' إن شاء اللۂ تكۈنۈا فيے تمام الصحۂ ۈالعافيۂ 'اليوم سأقدم لكم ' روايۂ مؤثرة من الروايات والقصص القصيرة 'وأتمنے من اللۂ أن تُعجبـكمـ الرواية'
طفلة
قد أنهكهـا التعب تلهث وراء رجال ونساء، أنـاملها الصغيرة تحمل علبة كبريت ولسان حالهانـداء :
سيدي
إشتري مني علبة الكبريت .. أنا أبيع كبريت للشتاء أرجوك إشتري مني كبريتاً فلمأبع شيء اليوم و
أخشى
أن أنام بدون عشاء.الكل يتجاهلـها فمـن هذا
المجنون
الذي سيقف تحت هذا الصقيع وإن وقف فلن يشتري الكبريت.قدميها أنهكهما التعب،وجنتيها حمراء
كحبات
العنب، عينيها الجميلتين تتلألأ ببريق براءة وذبول.وقفت تتأمل المارة وقد إدّثروا تحت ملابس الشتاء
وهي
بالكاد تلبس فستان بالي ممزق أشلاء.جلست على الرصيف، إقترب الليـل وبدء الظلام يُخيّم على
المدينة
تدريجيـاً وبدء المـارة يعودونلمنازلهم وبقيت هي وحيدة تتأمل سقوط الثلج على
الطريق
.✿
تهب ريح باردة جداً تتلاعب بشعرها
وتنثره
على كتفيها فبدت جميلة تتألق كحبات البرد وشعرتبالجـوع فقـررت أن تذهـب
لتتسول
الطعام.حملت سلتها المليئة بعلب الكبريت ومضت على الطريق العام ولما صلت إلى مخبز إقتربت من
الباب وفتحته أو
كادت
.بادرها
صاحب
المخبز: ماذا تُريدين أيتها المتسولةبائعة
الكبريت: سيدي أنا جائعة، أعطني خبزاًصاحب
المخبز
: هل لديك نقودبائعة الكبريت: لا ليس
لدي
نقود وأبتسمت ببراءة وقالت: أنا أبيع الكبريت .. أتشتري مني كبريتاًصـاحب المخبـز: لا حاجـة لي
بكبريت
، هيا أُغربي عن وجهييُصفق الباب بقوة وتسقط بـائعة الكبريت على
الثلج
وتـبدأ المشي مجدداً دون هدف هذه المرة.❋
ها قد إنتصف الليل والبرد يشتد .. تجلس بائعة الكبريت على أحد
الأرصفة
وتتقوقع على نفسهالتحميها من هذا الصقيع ثم أتتها فكرة، لماذا لا تُشعل أعواد
الثقاب
لتتدفأ بها!تمتد يديها إلى تلك السلة الممتلئة بعلب الكبريت ثم تأخذ
واحدة
وتبدأ رحلة الإشتعال والإنطفاء.تُشعل عوداً .. ياااااااااه ما أجمل الدفء رغم أن
العود
ما لبثت أن إنطفئت فتشعل عوداً آخر.تُمعن النظر في اللهب، هذا اللهب الذي تارة
يأخذ
الحياة بنـاره وتارة يهبُ دفئه الحياة، أي تناقضهذا،ينطفئ العود وتشعل آخر تتأمل فيه
ضوء
دفء تضع يديها حوله.تشعـر بالـدفء يسري بجسـدها
دقيقة
، ينطفئ تأخذ آخر تشعله، ينكسر بيدها فترميه وتأخذ آخر.لا تنكسر أرجوك - لسان
حالها
- فما زال الليل في أوله والصبح بعيداً أملُه.❂
يشتعل . تتدفأ .
ينطفئ
. تبكي ثم تبتسم .. الأمل ما زال موجود فهناك الكثير من علب الكبريتفلم يشتري
أحد
منها علبة كبريت.تشعل
عوداً
آخر وآخر وآخر .. تنطفئ كلها.حين
تحترق جميعاً تكاد يدها تحترق ولا تهتم فكل همها أن يسري الدفء في أوصالها وهكذا منعود
لآخر
ومن أمل لآخر.يأس وأمل ..
سحقاً
حين يكون الأمل في عود ثقاب واليأس في إنطفاءه.لا يهم ..هي تشعر بأنها
سعيدة
، لأول مرة هناك أمل .. جميل الإحساس بالأمل.ترى في عود الثقاب ولهبه صدر أمها
التي
ماتت منذ سنين قبل أن تبلغ هي عامها الأول.دفء صدر أمها .. آه كم هي تتمنى أن تشاهد
صورة
أمها على مرآة اللهب لكنه ينطفئ بسرعةفلتجرب إذن أن ترى أباها الذي مات في الحرب وأيّ حرب،
إنها
حرب ضارية سلبته منها وجعلتهامُشردة بين الأزقة والبيوت .
أشعلت عوداً، تمتمت .. أُريد أن أرى صورة
أبي
.☆
"لا شيء يُذكر غير عود ثقاب
يحترق
ويحترق ثم ينطفئ، لا يهم فلدي الكثير من علب الكبريت"هكذا قالت لنفسها حين ألم
بها
اليأس وهكذا بقيت تلك الطفلة تشعل عوداً وتطفئ عود وتنتظرشيء مـا شعرت
به
يسري في هذا الجمود ، والأمل في رؤية أمهـا وأبيها في اللهب الذي يذهبتارة ثم
يعود
.مع
إنطفاء وإشتعال كل عود تشعر بشيء يسري في جسدها ويسحب منها الصمودتشعل
عوداً
بسرعة أكثر من المعهود فهناك شيء يتربص بها قاسياً كالجُلمود.إنه الموت برداً
على
أرصفة الحياة.سبحان الله المعبود .. في
الصبـاح
تُشرق الشمس وتذوب الثلوج ويخرج الناس فرحين أخيراً فقدأصبح الجو صحواً والكل قد تفاءل خيراً،
وهناك
على أحد الأرصفة جثة طفلة صغيرة وبجانبها علبكثيرة وأعواد ثقاب محترقة تحكي قصة موت طفلة كـانت في
الأمس
حية وكـانت ستبقىلولا قسوة البشر.
✲
حقاً ماذا يعني ثمن علبة كبريت أمام حياة طفلة قتلتها قسوة البشر
خاتمـۂ
:
# ۋ إلے هنا نڪۋن ۋصلنا ۋ إياڪم لخ‘ـٺام القصة [نٺمنے ان تڪۋن قد نالت على إعجابڪم لقائنا يٺجدد بمۋاضيع أخ‘ـرے إن شاء اللۂ
-
احسنت اخي انت فعلا ابدعت
-
موضوع رآئع جداً وجميل ، تنسيق عالي
القصة مؤثرة جداً ، فعلاً وخصوصاً إضافاتك الرآئعة عليها
-
تـسلمـو على مروركـم العطر