فعل الخير بدون مقابل | التتمة
-
السـلام عليكـم ورحمـة الله وبركـاته
تتمة الموضوع https://forum.onlinesoccermanager.com/topic/45212/فعل-الخير-بدون-مقابل-الجزء-الاول
ان لم تقرأ بداية الموضوع ارجع له
قال لها :" اتبعيني يا سيدتي,سنجعلك تستقلين الآن الحافلة المتجهة إلى لاجولا"....
.....وبعد أن استقرت السيدة في مقعدها في الحافلة, عاد كريس كرينجل(كان هذا هو الاسم الذي بدأت أناديه به حينها)إلى محطة الطيران.وجدت نفسي ألاحقه و أساعده فيتوزيع القهوة
كنت أعلم انه ليست هناك حافلة ستغادر المكان قبل حوالي ساعة.
لقد فتح كريسطاقة نور
في ذلك المكان الكئيب الموحش,كان هناك شيء بشأنه جعل الجميع يبتسمون. لقد هدأ المسافرين المنزعجين المذعورين وعجل بوضعهم على الطريق إلى وجهاتهم من خلال توزيع القهوة و المزاح مع الأطفال و الضحك و الغناء,وعندما فقدت إحدى السيدات وعيها كان كريس هو من شق صفوف مجموعة الأشخاص العاجزين المحيطين بها. ومن أحد صناديقه, أخرج نشادر وبطانية, وعندما استعادت المرأة وعيها, طلب من ثلاثة رجال أن يحملوها إلى أريكة مريحة وأن يستخدموا مكبرات الصوت بحث عن طبيب.
تساءلت من هذاالرجل الضئيل المرح
إلي ينجز كل شيء, سألته :"لحساب أي شركة تعمل؟".
قال لي :بني,أترى تلك الفتاة الصغيرة التي ترتديالمعطف الأزرق؟
إنها تائهة أعطها قطعة الحلوى تلك وقل لها أن تبقى في مكانها. فلو أنها تجولت هنا وهناك فلن تستطيع والدتها العثور عليها أبدا".
فعلت ما أمرني به, ثم كررت السؤال"لحساب أي شركة تعمل؟".
أجابني :"يا بني, إنني لا اعمل لحساب أحدا, إننياستمتع فحسب
, في شهر ديسمبر من كل عام, أقضي إجازتي لمدة أسبوعين فيمساعدة المسافرين
, إنها هدية العيد التي أهديها لنفسي".و أضاف :"في هذا الموسم المزدحم, دائما ما يكون هناك ألاف ممن
يحتاجون للمساعدة
..الآن, انظر ماذا لدينا هنا".
كان قد رأى أما شابة باكية تحمل طفلا رضيعا. غمز لي, وعدل قبعته بتأنق مرح, وأدار عربته و اتجه نحوها, كانت السيدة تجلس على حقيبة أمتعتها ممسكة بطفلها,
قال لها :"حسنا, حسنا, يا أختاه, إن لديك طفلا رضيعا رائع الجمال,ما مشكلتك؟
".
و من بين تنهداتها, أخبرته السيدة الشابة أنها لم تر زوجها منذ أكثر من عام, و كان مقررا ان تقابله في فندق في سان دييجو.انه لن يعلم ما الذي أخرها, وسيشعر بالقلق, كما أن الطفل جائع.
أخرج كريس من عربته زجاجة لبن دافئة, وقال للسيدة :"لا تقلقي, سيكون كل شيء على ما يرام"وبينما كان يقودها إلى الحافلة المتجهة إلى لوس أنجلوس -
وهي التي كنت سأستقلها أنا أيضا- قام بكتابة اسمها و اسم الفندق الذي ستنزل فيه في سان دييجو, ووعدها انه سيبعث برسالة إلى زوجها
.
قالت السيدة و هي تصعد إلى الحافلة و تهز طفلها الذي راح في النوم الآن بين ذراعيها :"بارك الله فيك, أتمنى أن تقضي عيدا سعيدا و تتلقى العديد من الهدايا الرائعة".
قال وهو يرفع قبعته :"أشكرك يا أختاه, لقد تلقيت الآن بالفعل أروع الهدايا على الإطلاق, وأنت من أعطيتني إياها. واو", ثم أضاف و قد رأى شيئا مثيرا وسط الازدحام :"هناكرفيق عجوز
في مشكلة, وداعا الآن يا أختاه, إنني ذاهب إليه لأنال هدية أخرى".نزل من الحافلة,ونزلت أنا أيضا منها, حيث كانت هناك بضع دقائق قبل مغادرتها. استدار نحوي وقال :"ماذا, ألن تستقل الحافلة إلى لوس أنجلوس؟"
أجبته : "بلى".
قال : "حسنا, لقد كنت مساعدا مفيدا, والان أريد أن أعطيكهدية الأعياد
, اجلس بجوار السيدة , و اعتن بها و بطفلها و عندما تصل إلى لوس انجلوس", اخرج ورقة وأعطاها لي, وأردف " اتصل بزوجها في هذا الفندق في سان دييجو, وأخبره عن سبب تأخر أسرته".كان يعرف ماذا سيكون ردي, لأنه تركني دون حتى أن يسمعه. جلست بجوار الأم الشابة و حملت عنها الطفل, وعندما نظرت من النافذة, رأيت كريس بقميصه الأحمر يختفي وسط الزحام.
تحركت الحافلة, وكنت أشعر بمشاعر طيبة, و بدأت أفكر في موطني وفي العيد. وعندما أدركت كيف سأجيب سؤال أطفال الحي :"هل هناك بالفعل من يفعل الخير بدون انتظار أي مقابل؟"
.نعم, وقد رأيت شخصا كهذا.
-
روعة اخي اسامة استمتعت كثيرا واصل بهكذا مواضيع
-
موضوع مميز وجميل
-
موضوع رائع والله
استمر يا اسامه