ما هو الدين الاسلامي
-
كثيرةٌ هي أديان العالم، وأتباع كلّ دينٍ يزعمون أنّ دينهم هو الدين الحقّ، الذي يستحقّ الاتّباع، والحقيقة أنّه لا يمكن أن تكون كلّ الأديان صحيحةٌ، فالحقّ واحدٌ، لا يمكن أن يتعدّد، لذلك كان لا بدّ من وجود ضوابط يعتمد عليها الإنسان في الحكم على كل دينٍ بالصحة، والبطلان، فمتى اختلّت إحدى هذه الضوابط في دينٍ ما كان باطلاً، وأول هذه الضوابط أن يكون الدين منزلاً من عند الله تعالى، بواسطة أحد ملائكته، على رسولٍ من رسله؛ ليبلّغه للناس، والسبب في ذلك أنّ الله تعالى هو من سيُحاسب الناس يوم القيامة، فأيّ إنسانٍ جاء بدينٍ، وادّعى أنّه من عنده لا من عند الله، كان دينه باطلاً، ومن الضوابط أيضاً أن يدعو الدين إلى توحيد الله سبحانه بالعبادة، ويمنع الشرك به؛ لأنّ هذا هو أساس دعوة جميع الأنبياء عليهم السلام، كذلك أن يكون متّفقاً مع ما جاء به الرسل سابقاً، من تحريم الفواحش، وقتل النفس بغير حقٍّ، وعقوق الوالدين، كما لا بدّ للدين الحق أن لا يكون متناقضاً، فتارةً يُحرّم أمراً، وتارةً يحلّه، وتارةً يأمر بأمرٍ، وتارةً ينهى عنه، ونحو ذلك ممّا يدلّ على بطلان ومن ضوابط الحكم على الدين بالصحة أيضاً، أن يعمل على حفظ الكليّات الخمسة؛ وهي: العقل، والنفس، والنسل، والدين، والمال، ويكون ذلك من خلال أوامره ونواهيه، وأخلاقه، ومنها أيضاً؛ أن يحرص الدين على حفظ الناس من ظلمهم لأنفسهم، وظلمهم لبعضهم، فلا يسمح بالظلم، ولا يساعد عليه، سواءً أكان هذا الظلم بنهب الحقوق، أو بالاستبداد بالخيرات، ومنها كذلك أن يتضمّن الدين هداية الإنسان إلى الله جلّ وعلا، ودلالته على ما يريده الله منه، فيحقّق له الاطمئنان، والسكينة، والأمن، ويُجيب على تساؤلاته المصيرية، والدين الحقّ يجب أن يدعو إلى مكارم الاخلاق، والصفات، فينهى عن الكذب، والفجور، والبغي، ويأمر بالعدل، والأمانة، والصدق، ونحوها، كما لا بدّ له من تحقيق سعادة الإنسان المؤمن به، وأن يكون متفقاً مع الفطرة السلمية، والعقل الصحيح، وآخراً أن يدلّ الإنسان على الحقّ، ويدعوه إليه، وأن ينفّره من الباطل، ويأمره بالانصراف عنه، ولا يكون ذلك بالتمييز بين أفراده من حيث الجنس واللون، ونحوه، أو من خلال أمرهم بما يشقّ عليهم، ويؤدي إلى هلاكهم. الدين الإسلامي إنّ الإسلام في المعنى الشرعي له يعني الاستسلام، والانقياد لله تعالى في جميع أوامره الشرعية، وله بهذا المعنى قسمين: الإسلام الخاص، والإسلام العام، فأمّا الإسلام العام؛ فهو الدين الذي جاء به الرسل والأنبياء جميعاً عليهم السلام، وقد دلّ على ذلك عددٌ من الآيات القرآنية، منها قول الله تعالى: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)، وأمّا الإسلام الخاص؛ فهو الدين الذي جاء به محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم، ويشتمل على أركانه الخمسة؛ شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإخراج الزكاة، وصيام رمضان، والحجّ إلى بيت الله الحرام، والإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله سبحانه لعباده، وأخبر أنّه لا يقبل من أحدهم ديناً غيره، حيث قال تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، كما جعل شريعته هي الشريعة الناسخة لكلّ ما قبها من الشرائع، وأمر بالاحتكام إليها، وردّ الخلاف والنزاع إلى نصوصها.
عجبكوا او لا:heart_eyes: :heart_eyes:
-
موضوع جميل استمر ينقصك التنسيق
-
-
@mahrez-othman-wat شكرا
-
مفيش حد عجبه الموضوع
-
@KarIM-elsayed12 موضوع جميل استمر
-
موضوع جميل وهآدف استمر
التنسيق يحتاج للتحسين قليلا لكن جيد جدا