ּڛــڷــڛــڷــۃ || المسلمون في الأندلس (3)
-
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين، محمد صلى الله عليه وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبارك وسلم ،
نكمل في هذا الموضوع إن شاء الله ، سلسلة المسلمون في الأندلس ، الجزء الثاني من السلسلة .أما بعد :
مقدمة ;
شجَّع نجاح طريف مُوسى بن نُصير على المضي في خطَّته بِفتح الأندلُس بِتكتُّمٍ شديدٍ حتَّى لا يتسرَّب خبرها إلى القوط . و بعد انتهاء الاستعدادات و إتمام التجهيزات، أعدَّ قُوَّةً عسكريَّةً مُؤلَّفة من سبعة آلاف مُقاتل مُعظمهم من البربر والموالي ،
في حين تُقدِّرُ بعض المراجع الغربيَّة عدد جيش المُسلمين بين1,700 و12,000 مُقاتل ، واختار لها أحسن قادة المُسلمين آنذاك، وأشدُّهم ثقة به، وهو طارق بن زياد ...
خاض المسلمون الكثير من المعارك لفتح الأندلس ، منها معركة وادي لكة ، و معركة فتح استجة ، و معركة فتح قرطبة و معركة فتح إشبيلية وفتح ماردة وغيرها ،
سوف نشرح عن العديد من المعارك التي ساهمت بالفتح في هذا الموضوع ، والمواضيع القادمة إن شاء الله ..رغبة طارق بن زياد للفتح ;
تعدَّدت الروايات في المصادر الإسلاميَّة التي تحدثت عن شخصيَّة طارق بن زياد ،وفضله في فتح الأندلُس، ومن أبرز تلك الروايات ما نقلهُ ابن الأثير من أنَّ طارقًا لمَّا ركب البحر من المغرب إلى الأندلُس غلبته عيناه (غفوة)،
فنام ورأى الرسول محمَّدا صلى الله عليه وسلم في منامه ، ومعهُ المُهاجرين والأنصار قد تقلَّدوا السُيُوف وتنكَّبوا القسيّ، فقال لهُ النبيّ: «يَا طَارِق، تَقَدَّم لِشَأنِك»، فنظر طارق فرأى وأصحابه قد دخلوا الأندلُس أمامه،
فاستيقظ من نومه مُستبشرًا وبشَّر أصحابه، وقويت نفسه ولم يشُك بِالظفر. فإذا صحَّت الرواية في هذه الرؤيا فإنَّها تدُل على رغبة طارق في تحقيق فتح الأندلُس وعلى اعتلاج هذه الرغبة في عقله الباطن.كانت وجهة لُذريق (قائد القوطيين) مدينة قُرطُبة ،لِلمحافظة عليها نظرًا لِأهميَّة موقعها الوسطي بين العاصمة طُليطلة والجزيرة الخضراء، وهي مفتاح الطريق الذي يُسيطرُ على الأندلُس الجنوبيَّة الشرقيَّة،
فوصل إلى ضواحيها ثُمَّ تاريع زحفه باتجاه الجنوب. وأخذت أخبار لُذريق تصل إلى مسامع طارق بن زياد، عن طريق جواسيس طارق بن زياد، فتهيَّب الموقف، وأدرك أنَّهُ لا طاقة لهُ على مواجهته بِهذا العدد الضئيل نسبيًّا الذي معه،
فأرسل إلى مُوسى بن نُصير يشرح لهُ الموقف ويطلب منهُ الإمدادات. لم يتردَّد مُوسى، لدى استلامه كتاب طارق، وأمدَّهُ بِخمسة آلاف مُقاتل بِقيادة طريف بن مالك.استأنف طارق بن زياد زحفهُ باتجاه الشمال، على أثر وُصول الإمدادات، عبر أرضٍ سهليَّةٍ تتخلَّلُها المُستنقعات، واستقرَّ به المقام أخيرًا حول بُحيرة لاخندا من كورة شذونة، والتي يخترقها نهر برباط الصغيرن وعسكر على ضفَّته اليُسرى،
ثُمَّ وصل لُذريق وعسكر على الضفَّة اليُمنى لِلنهر. وكان في ذلك المكان قرية صغيرة سمَّاها المُسلمون «لكة» أو «بكة»، ومنها جاء اسم المعركة.تنصُّ بعض المصادر العربيَّة والإسلاميَّة أنَّ طارق بن زياد خطب بالمُسلمين خطبةً قويَّةً يُشجعهم فيها ويحُثُّهم على القتال والجهاد، جاء فيها:"أيُّهَا النَّاس إلى أينَ المَفر؟ البَحر وَرَائَكُم وَالعَدوُّ أَمامَكُم، فَلَيْسَ وَالله إلَّا الصِّدقُ والصَّبرُ فِإنَّهُما لا يُغلَبَان، وَهُمَا جُندَانِ مَنصُورَان لا تُضَرُّ مَعهُما قِلَّة وَلا يَنفَعُ مَعَهُمَا الخَورُ وَالكَسَل وَالإِختِلَافُ وَالفَشَل، وَالعَجَبُ كِثرَة.
أيُّهَا النَّاس، مَا فَعَلتُ مِن شَيءٍ فافعَلُوا مِثلُه، وإن حَمَلتُ فَاحمِلُوا وإن وَقَفتُ فَقِفُوا، وَكُونُوا كَهَيبةِ رجُلٍ وَاحدٍ في القِتَالِ، وَإِنِّي صَامِدٌ إلى طَاغِيَتِهِم لا أَتَهَيَّبُه حتَّى أُخَالِطُه، أو أُقتَلُ دُونُه، فَلَا تَنَازَعُوا إن قُتِلت فَتَفشَلُوا وَتذهَبَ رِيحُكُم،
وَتُولُوا الأَدبَار لِعَدُوِّكُم فَتَتَبَدَّدوا بَينَ قَتيلٍ وَمَأسُورٍ. وإيَّاكُم أن تَرضَوا بِالدُنيَا ولا تُعطُوا بِأيدِيَكُم مَا قد عُجِّلَ لِكُم مِنَ الكَرَامَةِ وَالرَّاحَةِ من المَهَانةِ والذِّلَّةِ، وما قد أُجِّل لكُم من ثوابُ الشَّهادةِ فَإنَّكُم إن تَفعَلُوا،
واللهُ يعِظُكم تَتَبَوَّؤا بِالخُسرَانِ المُبِين وَسُوءِ الحَديث، غدًا بَينَ مَن عَرَفَكُم مِنَ المُسلِمين، ومَا أنَا ذا حتَّى أَغشَاه فَاحمِلُوا بِحَملَتِي، وَأَنَا غَيرُ مَقصُودٍ دُونِهِ"معركة وادي لكة ;
تقابل الجمعان يوم الأحد 28 رمضان 92هـ المُوافق فيه 19 تمُّوز (يوليو) 711م، واشتبكا في قتالٍ عنيفٍ استمرَّ سبعة أيَّام ، ولمَّا تراءى الجيشان ثبت طارق في مكانه وأطمع لُذريق في أن يقطع المُستنقعات إليه، على غرار الخطَّة التي كان خالد بن الوليد قد رتَّبها على نهر اليرموك.
تكبَّد لُذريق الكثير من القتلى والجرحى خِلال المعركة، وحدث في اليوم الرابع من القتال أن انسحب ابنا غيطشة شبرت وأبَّة مع فُرسانهما من الجناحين وانضمَّا إلى صُفُوف المُسلمين، وفق الخطَّة الموضوعة،
ممَّا أدَّى إلى تضعضع صُفوف الجيش القوطي، وبدأ أفراده بِالترنُّح والهرب طلبًا لِلنجاة. والمعروف أنَّ هذا الجيش ضمَّ كثيرًا من العبيد الساخطين على حُكم القوط ويتمنون زواله، فوجدوا في تلك المعركة فُرصتهم لِلخلاص
لِذلك تراخى هؤلاء في القتال قبل أن يفُرُّوا بعد انسحاب الفُرسان من الجناحين، وأضحى لُذريق لا يملك القُوَّة الكافية لِلاستمرار في القتال، ومع ذلك فقد صمد حتَّى اليوم الثامن، وعندما تحقَّق من هزيمته، هرب من ميدان المعركة من دون أن يُعرف مصيره بِالضبط ، فقيل أنه غرق وهو يهرب ، وقيل أنه قتل في معركة أخرى .نختتم هذا الجزء ، و سوف نتحدث في الجزء القادم إن شاء الله عن كيفية سير المعارك التي فتحت الاندلس .
ما رأيكم بهذه السلسلة ، وفي هذا الجزء ؟ هل يوجد اقتراحات للتحسين في الاجزاء القادمة ؟نرجوا منكم دعمنا برد أو تصويت إيجابي للاستمار بأجزاء قادمة .
فكرة وعمل : الأسطورة
ترتيب و تنسيق : السير نبيلوفيش
في أمان الله و حفظه .
-
الصراحه عمل رائع وموضوع شيق وممتاز واااصل
-
@siir-nabilovič
التأخير في طرح الاجزاء ازعجني
وجهة نظر محب
-
أحسنتما
الحقيقه ابدعتما في هذه السلسه وكل وكل جزء افضل من جزء
ودائما ما اسفيد
من هذه السلسه الطيبه والمشوقه
تشكراااااان
-
@siiromar-0
انت بصفتك من ترد على الناس ؟
-
-
@siir-nabilovič
موحاميك طبعاً