⚛ القدوة الحسنة ⚛
-
السلام عليكم محبي منتديات المدرب الأفضل ، بعد طول غياب عدت لكم بموضوع شيق ألا و هو القدوة الحسنة ،
( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ) فقد لاحظنا مؤخرا أن هذا الفعل السيء صار منتشرا كثيرا فمجتمعاتنا .
أرسل الله تعالى الرسل للبشرية مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتب والبيّنات ، وبيّن لهم منهج الدعوة وطرائقها، فأدّوا الرسالة وبلّغوا الأمانة، ولمّا كانت الدّعوة الإسلامية آخر رسالةٍ إلهيةٍ، وكتب الله على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- الموت كانت الأمّة مكلّفةً بحمل الرسالة وتبليغها للناس من بعده، وقد نشط أهل العلم في بيان أساليب الدعوة المؤثرة، وأوضحوا الصفات الواجب توفّرها في الداعية إلى الله، واستنبطوا ذلك من سير الأنبياء والرسل وحالهم مع أقوامهم، ولعلّ السيرة الدّعوية للنبي القائد -عليه السلام- كانت أقرب مثالٍ وأفضل شاهدٍ على تلك الصفات،
حضّ الإسلام المسلمين على التزام الصدق والتحلي به في أحوالهم ومواقفهم كلّها ، ولعلّ نهي الإنسان عن خُلقٍ وإتيانه أمرٌ منافٍ للصدق، وقد وضّح العلماء الموقف ممّن يعظِ النّاس بما لا يفعله، وبيانه على النحو الآتي :
-
لقد شنّع القرآن الكريم على أولئك الذين يأمرون الناس بالخير ولا يفعلونه، وينهوهم عن الشر وهم واقعون فيه،
قال الله تعالى
: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)، -
وأهل الإيمان لا تليق بهم هذه الحالة المذمومة ؛ إذ الأصل بمن يأمر بالمعروف أن يكون أولى الناس بالتزامه، والناهي عن المنكر أبعد ما يكون عنه ، والآية وإن كانت قد نزلت فيمن قالوا لو علمنا أحبّ الأعمال إلى الله لعملنا بها، فلما علموا لم يعملوا فجاءهم التوبيخ من الله ، إلا أنّ العبرة في الآية بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فهي تدل كذلك على كلّ من يأمر بالمعروف ولا يأتيه، أو ينهى عن المنكر ويأتيه ، وفي هذا
يقول الله تعالى
: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) . -
وفي الشعر العربي ما يؤكد على أنّ المجتمع يرفض دعوة الداعية ما لم يلتزم بها في نفسه قبل مدعوّيه ،
يقول أبو الأسود الدؤلي
:
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ ،،، عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ .
ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيِّها ،،، فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ .
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى ،،، بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ .
لقد شكّل منهج القدوة في الحياة الدعوية للنبي صلّى الله عليه وسلّم، دافعاً للإقبال والاستقامة على أمر الدين ، وهذا يؤكّد أنّ التزام الداعية بما يدعو إليه له بالغ الأثر فيهم، فمن آثاره :
-
القدوة الحسنة بالتزام الداعية بدعوته تجاوزٌ لحدود اللغة، وهي بذلك تمتاز عن الدعوة المباشرة؛ لأنّ مستويات الفهم للكلام عند الناس متفاوتة، بينما يتساوى غالبية الناس في إدراكهم للمثال الحيّ المشاهد أمامهم، فيكون شاهد الحال أبلغ وأعمق تأثيراً من شاهد المقال.
-
القدوة الصادقة تقع في نفوس الناس موقع الرضا، وهذا بلا شك له أثره البالغ في قبول الدعوة، فهي تدلّ على صدق الداعي، ومدى إيمانه بما يدعو إليه، والناس في هذا العصر أحوج إلى الدعوة العملية والنماذج الفاضلة من غيرها
دمتم بخير جميعا ...
-
-
أحسنت الإختيار أخ تقي ، موضوع جميل ، نعم الكثير من الأبآء نراهم يدخنون وينهون أولادهم عن ذلك ومهما منع الأب ابنه عن ذلك فسوف يكون مدخن لانه رأى أبيه يفعل ذلك ..
-
شكرا على مشاركتك الطيبة ، نعم أنتشرت كثيرا و أن رأيت جاري يفعل هذا لذلك وضعت الموضوع
-
احسنت .. موضوع رائع
-