كيف يتعامل الإنسان مع من يعاديه
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يتعامل الإنسان مع من يعاديه•
قاعدة ذلك قوله تعالى( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم• وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم) [ فصلت:٣٤-٣٥]
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله:
"يقول تعالى: { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ } أي: لا يستوي فعل الحسنات والطاعات، لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه.
ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم، لا في ذاتها، ولا في وصفها، ولا في جزائها "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ".
ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصِلْهُ، وإن ظلمك، فاعف عنه، وإن تكلم فيك، غائبًا أو حاضرًا، فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللين.
وإن هجرك، وترك خطابك، فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة.
{ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } أي: كأنه قريب شفيق.
{ وما يلقاها} أي: وما يوفّق لهذه الخصلة الحميدة{ إلا الذين صبروا} نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله.
فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان؟!!
فإذا صبر الإنسان نفسه، وامتثل أمر ربه، وعرف جزيل الثواب وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله لا تفيده شيئاً، ولا تزيد العداوة إلا شدة، وأن إحسانه إليه، ليس بواضع قدره، بل من تواضع لله رفعه، هان عليه الأمر، وفعل ذلك متلذذاً مستحلياً له.."أ.هـ." تفسيره"(٥٧٧/٥).
وقال الماورديُّ رحمه الله:"الإنسان مقصود بالأذيَّة، محسود بالنِّعمة. فإذا لم يكن آلفًا مألوفًا تخطَّفته أيدي حاسديه، وتحكَّمت فيه أهواء أعاديه، فلم تسلم له نعمة، ولم تَصْفُ له مُدَّة. فإذا كان آلفًا مألوفًا انتصر بالأُلْفَة على أعاديه، وامتنع مِن حاسديه، فسَلِمت نعمته منهم، وصَفَت مُدَّتُه عنهم، وإن كان صفو الزَّمان عُسْرًا، وسِلمُه خَطَرًا".
" أدب الدنيا والدين"ص(١٤٦).
-
@almohob-traka
مشاركة طيبة اخي الحبيب وفي محلها خصوصا هذه الايام، حيث يمر علينا اشخاص ذو السنة بذئية وهنا يحضرنا حديث رسول الله،
هذا الحديث روي من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَاذا أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا) رواه الترمذي (200 .ولا شك أن المعنى الذي تضمنه الحديث صحيح ، فالذي ينبغي للمؤمن أن يحسن اعتقاداته وأقواله وأعماله ، سواء أحسن الناس أم أساؤوا .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"الواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به ، وأن يقتصر على ما حده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ، فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمَّعَةً يتبع كلَّ ناعق ، بل ينبغي أن يُكَوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسيا ، لأن شريعة الله - والحمد لله - كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ) المائدة/3" انتهى .
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/301) .
-
شكرا لك اخي @محمد-مكي31
-
@almohob-traka موضوع ممتاز اخي الموهوب بالرغم انني قرات سطرين فقط
-
@wa3r-bzaf ههه شكرا اخي
-
عنوان رائع جذااب
موضوع جميل ينقصه التنسيق ، استمر -
ممتاز احمد .. بداية موفقة لك استمر
-
@boskovice شكرا اخي عمرو
-
@ronaldo-ouazize منور الموضوع